بهاء الدين زهير
وغانية ٍ لما رأتنيَ أعولتْ = وقالتْ عجيبٌ يا زهيرُ عجيبُ
رَأتْ شعَراتٍ لُحنَ بِيضاً بمَفرِقي = وغصنيَ من ماءِ الشبابِ رطيبُ
لقد أنكرتْ مني مشيباً على صباً = وقالتْ مشيبٌ؟ قلتُ ذاكَ مشيبُ
ومَا شِبتُ إلاّ من وَقائِعِ هَجرِها =على أنّ عهدي بالصبا لقريبُ
عرَفتُ الهوَى من قبلِ أنْ يُعرَفَ الهوَى= وَما زالَ لي في الغيبِ منهُ نَصِيبُ
وَلم أرَ قَلباً مثلَ قلبي مُعَذَّباً =لهُ كلّ يومٍ لوعة ٌ ووجيبُ
وكنتُ قدِ استَهوَنتُ في الحبّ نظرَة ً = وَقد صارَ منها في الفُؤادِ لَهيبُ
ترَكتُ عذولي ما أرادَ بقَوْلِهِ = يسفهُ يزري يستخفّ يعيبُ
فَما رابَهُ إلاّ دَماثَة ُ مَنطقِي =وأنيَ مزّاحُ اللسانِ لعوبُ
أرُوحُ وَلي في نَشوَة ِ الحبّ هِزّة ٌ = ولستُ أبالي أنْ يقالَ طروبُ
مُحِبٌّ خَليعٌ عاشِقٌ متَهَتّكٌ = يَلَذّ لقَلبي كُلّ ذا وَيَطيبُ
خلعتُ عذاري بل لبستُ خلاعتي = وصرحتُ حتى لا يقالَ مريبُ
وفى ليَ من أهوى وأنعمَ بالرضا = يَمُوتُ بغَيظٍ عاذِلٌ وَرَقيبُ
فلا عيشَ إلاّ أنْ تدارَ مدامة ٌ = وَلا أُنْسَ إلاّ أنْ يَزُورَ حَبيبُ
وإني ليدعوني الهوى فأجيبهُ = وإني ليثنيني التقى فأنيبُ
رَجوْتُ كَريماً قد وَثِقتُ بصُنْعِهِ = وَما كانَ مَن يرْجو الكريمَ يَخيبُ
فيا من يحبّ العفوَ إنيَ مذنبٌ = ولا عفوَ إلاّ أنْ تكونَ ذنوبُ
وغانية ٍ لما رأتنيَ أعولتْ = وقالتْ عجيبٌ يا زهيرُ عجيبُ
رَأتْ شعَراتٍ لُحنَ بِيضاً بمَفرِقي = وغصنيَ من ماءِ الشبابِ رطيبُ
لقد أنكرتْ مني مشيباً على صباً = وقالتْ مشيبٌ؟ قلتُ ذاكَ مشيبُ
ومَا شِبتُ إلاّ من وَقائِعِ هَجرِها =على أنّ عهدي بالصبا لقريبُ
عرَفتُ الهوَى من قبلِ أنْ يُعرَفَ الهوَى= وَما زالَ لي في الغيبِ منهُ نَصِيبُ
وَلم أرَ قَلباً مثلَ قلبي مُعَذَّباً =لهُ كلّ يومٍ لوعة ٌ ووجيبُ
وكنتُ قدِ استَهوَنتُ في الحبّ نظرَة ً = وَقد صارَ منها في الفُؤادِ لَهيبُ
ترَكتُ عذولي ما أرادَ بقَوْلِهِ = يسفهُ يزري يستخفّ يعيبُ
فَما رابَهُ إلاّ دَماثَة ُ مَنطقِي =وأنيَ مزّاحُ اللسانِ لعوبُ
أرُوحُ وَلي في نَشوَة ِ الحبّ هِزّة ٌ = ولستُ أبالي أنْ يقالَ طروبُ
مُحِبٌّ خَليعٌ عاشِقٌ متَهَتّكٌ = يَلَذّ لقَلبي كُلّ ذا وَيَطيبُ
خلعتُ عذاري بل لبستُ خلاعتي = وصرحتُ حتى لا يقالَ مريبُ
وفى ليَ من أهوى وأنعمَ بالرضا = يَمُوتُ بغَيظٍ عاذِلٌ وَرَقيبُ
فلا عيشَ إلاّ أنْ تدارَ مدامة ٌ = وَلا أُنْسَ إلاّ أنْ يَزُورَ حَبيبُ
وإني ليدعوني الهوى فأجيبهُ = وإني ليثنيني التقى فأنيبُ
رَجوْتُ كَريماً قد وَثِقتُ بصُنْعِهِ = وَما كانَ مَن يرْجو الكريمَ يَخيبُ
فيا من يحبّ العفوَ إنيَ مذنبٌ = ولا عفوَ إلاّ أنْ تكونَ ذنوبُ